Sunday, November 30, 2008

انا وزوجي والمعاش


اليوم الأول
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
(2)

اليوم الأول بدأ بنزول الأولاد إلى المدرسة والجامعة، وأعملت أنا نشاطي كله، فقد جمعت كل ما بي من نشاط، وقمت بتحضير الإفطار على أكمل وجه،و كان زوجي قد استيقظ وجلسنا إلى الإفطار، كان الوضع جديد علي بشده، فقد تعود زوجي على الإفطار في العمل دائما، أما اليوم فقد جلس إلى الطعام مكتئبا بعض الشيء مع القليل من الدموع، وأنا ما علىّ إلا التسرية عنه،و محاولة إقناعه بأن هذا أفضل له بكثير، وأن احمد الله بأنك لديك محل يعوضك عن الجلوس بالمنزل طول اليوم، المهم.. ببطء إلى حد ما، بدأ يقتنع ويتعود ولكن ؟ وللأسف الشديد أنا التي لم أكن قد تعودت بعد ففي المساء مارست هوايتي في السهر، تارة للكتابة في أوراقي الخاصة وأخرى على الكمبيوتر، وقليل من الجلوس أمام التلفاز حتى آذن الفجر، أديت الصلاة وبعدها كعادتي دائما أويت إلى الفراش للنوم..

والى اللقاء مع يوم جديد
إن شاء الله
مديحه

Saturday, November 1, 2008

أنا و زوجي والمعاش

أنا وزوجي والمعاش
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مقدمه
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1)

حقا لم اعمل حساب ذلك اليوم، وخاصة أن زوجي مازال في السابعة والخمسين من عمره، أي انه باقي له على سن المعاش ثلاث سنوات ,ولكن بعد قانون الخصخصة، قامت الحكومة بخصخصة الشركة التي يعمل بها زوجي، وأحيل إلى المعاش المبكر وهو مازال في السابعة والخمسين، أي قبل سن المعاش بثلاث سنوات كما ذكرت سابقا، المهم ما علينا من هذا، فالمهم هو أنني قبل ركونه إلى المعاش بفترة وجيزة اتفقنا أنا وهو على أن نبدأ حياة جديدة فعلا، فقد أحيل قبل سن المعاش الأصلي بفترة، مما يجعله يشعر بأنه مازال شابا لم يصل إلى سن المعاش بعد، وعليه أن يفكر بأنه هو من ذهب إلى المعاش، لا أن المعاش قد أتى إليه، مما يجعله متفائل، حيث انه كان يفكر دائما في اللحظة التي سوف يحال فيها إلى المعاش، وانه سوف يكون قد كبر وشاخ وأصبح لا فائدة له، وما إلى ذلك من تلك الأفكار والمشاعر اليائسة التي تراود من هم مقبلون على سن المعاش ، المهم أننا تخطينا هذه المرحلة برفق إلى حد ما، ولم يبقى إلا المكوث في البيت، ومع أن زوجي له محل للموبيليات ورثه عن والده ــــ رحمه الله ــــ وكان يمكث فيه نصف النهار الأخير حتى من أيام أن كان يعمل في الوظيفة، أي من قبل المعاش، إلا انه أصبح الآن يجلس نصف النهر الصباحي في المنزل، علاوة على انه إذا أراد عدم النزول إلى المحل في احد الأيام فله ذلك، وخاصة في أيام الشتاء الباردة .
بدأت أيام المعاش الأولى هادئة جدا، دأبت أنا فيها على النشاط إلى حد كبير، فقد كان في الأيام الخوالي ينزل من الساعة السابعة صباحا، ولا يرجع إلا في الحادية أو الثانية عشرة مساء، وهذا أيام الوظيفة طبعا، حيث انه كان يرجع من الشركة إلى المحل مباشرة، أي إنني كنت أنا والأولاد نمكث طيلة النهار بمفردنا، علاوة على أني أنا شخصيا كنت امكث فترة النهار الأولى وحدي تماما، حيث يكون الأولاد في مدارسهم أو جامعاتهم .
اجل لقد نسيت أن أقول لكم أن عندي اثنين من الأبناء، فتاة و صبي، الفتاه طالبه في كلية الزراعة، أما الفتى فهو مازال طالب في الثانوي، المهم ما علينا من ذلك أيضا فهو ليس صلب الموضوع، ولكن المهم هو أنني كنت بعد نزول الجميع زوجي إلى عمله وابنائى إلى المدرسة والجامعة، كنت ادخل إلى فراشي مرة أخرى لأخذ قسط آخر من النوم حتى أذان الظهر، ثم استيقظ لصلاة الظهر، وابدأ في القيام بمهامي اليومية في المنزل، من تنظيف وطبخ وغسيل إلى آخر تلك الأشياء، أما الآن فقد بدأت عهد جديد، بدأ بإلغاء فترة النوم هذه، والتي كنت أمارسها بعد نزولهم، حيث أن زوجي تعود الاستيقاظ مبكرا أيام الوظيفة، ولابد لي أن استيقظ أنا أيضا معه، أي إنني افقد حوالي خمس ساعات من ساعات النوم التي كنت أحظى بها بعد نزول الجميع وهذا شيء فظيع بالنسبة لي، فأنا من هواة السهر، وكنت أعوض هذا السهر بهذه الساعات الخمس بعد نزولهم وأصبحت هذه مشكله، وهكذا بدأت أيام المعاش الأولى ..

والى اللقاء مع اليوم الأول من أيامي
أنا وزوجي والمعاش
إن شاء الله
مديحه