Tuesday, April 15, 2008

مصر هي بنتي

شديدة القلق أنا على أبنائي عندما يمرض احدهم أصبح في حالة كآبه وضيق وقلق رهيب حتى إنني افقد شهيتي للطعام إلى أن يأذن الله ويرحمني بشفائهم ..
* لي فتره مصابه بتلك الحالة التي تنتابني مع مرض أبنائي , مع العلم بأن أبنائي ولله الحمد في حاله صحية جيده , كما أنا وزوجي كذلك , حتى إنني مع ارتفاع شدة الحالة داخلي , دخل إلى عقلي وقلبي بعض الهواجس التي أوهمتني بأنني سوف أموت , ألا يقولون أن الموت يحاصر الإنسان قبل موته بأربعين ليله .. ولكني فكرت : ألا يموت الناس فجأة في أثناء الضحك والانبساط .. إذا الموت يجئ فجأة بدون أي مقدمات ودون أن يشعر الإنسان انه سيموت ..
إذا ما هذا الضيق والقلق الذي يساورني ويطاردني هذه الأيام ؟
((مجنونة )) أنا على عكس كل البشر , الجميع يقرأ الجريدة من الأمام إلى الخلف إلا أنا اقرأها على العكس كما لو كنت اقرأ جريدة بالأنجليزيه , وحتى بعض القصص القصيرة التي تكون أحيانا في الجريدة , اقرأ العمود الأخير فإن أعجبت بالقصة أبدا بالقراءة من جديد من أولها حتى أصل إلى بداية ما قرأت سابقا وأتوقف وعقلي يرتب القصة هكذا على بعضها مرة أخرى ,
أولادي يتعجبون مني بشده حين ادخل عليهم وهم يشاهدون احد الأفلام واجلس معهم , ومجاملة لي يسألونني , هل نبدأ الفيلم من أوله من أجلك ؟ ويكون ردي الرفض وأكمل معهم الفيلم , ومع كلمة النهاية اطلب من احدهم أن يروي لي بداية الفيلم , حتى لو كان هذا الفيلم أجنبي , واكتفي بهذا وأكون سعيدة مثلهم تماما .. , زادت حالتي سوءا بعد أن قررت عدم قراءة الجرائد, إلا بعض من جرائد المعارضة , ولكن زوجي يقرئها
قررت استعمالها بطريقة أفضل , أضعها على المائدة أثناء الطعام بدل المفرش ثم تلقى بعد ذلك في القمامة , فكره صائبة ولكنها أصابتني بحاله جديدة أفزعت زوجي بشده وجعلته طيلة جلوسي إلى مائدة الطعام ((ينفخ ضيقًا)) لأني بدأت اقرأ كل ما هو أمامي على المائدة تلقائيا مثل عادة قرأته يفط المحلات أثناء ركوبك السيارة ..
خطرت على باله فكره كي يثنيني عن القراءة أثناء الطعام , لما لا يضع الجرائد أمامي بالعكس حتى تصبح الكتابة مقلوبة ولا استطيع قراءتها .. ولكن .. هل خرجت عن الموضوع الذي بدأته كثيرا ؟ اعتقد ذلك , ولكن صبرا .. في ذلك اليوم وأنا مازلت في تلك الحالة الكئيبة التي أصابتني بغير سبب منذ فتره , جلست إلى مائدة الطعام مع تعمد زوجي وضع الجرائد في صوره مقلوبة , وفجأة رأيت صورة (فهمي هويدي) ومقالته المعتادة وبدأت قراءتها والجريدة في حالتها المقلوبة , فهذا لا يضرني , كانت المقالة عن تلك الأحوال السيئة والسائدة في البلاد هذه الأيام والتي يعرفها الناس جميعا ولا ادري لماذا بعد أن أكملت المقالة شعرت بارتياح نفسي شديد , مع أن الذي كان في المقالة يوحي بالعكس , وتعجبت من نفسي , ولكن.. بعد خمس دقائق فقط رجعت إلي حاله الكأبه الأولى التي تصيبني أثناء مرض أبنائي , واكتشفت إنني عكس الناس جميعا كما اقرأ الجريدة بالوضع المعاكس , أجد أن جملة ((مصر هيّ أمي)) التي يرددها الجميع , أطلق أنا عليها ((مصر هيّ بنتي)) , وهذا مايصيبني بالقلق بدون سبب واضح ...

2 comments:

dreem said...

اطال الله فى عمرك ومتعك بابنائك واحفادك
تحياتى

مديحه said...

اعطاك الله عمر مثل عمري وأكثر بكثير حتى تري أبنائك واحفادك ، وتعودي لتري الحياة جميله كما قرأت في ملفك الشخصي
شكرًا لمرورك وأتمنى أن تشرفيني دائمًا